كلمات نقتل بها الطفل في تربيته فلا تقولوها أبداً!

اخترت لك بعض الأمثلة من العبارات التي تطرق إليها الكتاب: 

"ستفهم عندما تصبح كبيرا": ما أكثر ما هي منتشرة هذه العبارة في أوساط مختلفة التكوين. يقبل الطفل على العالم وبداخله فضول طبيعي كبير للاكتشاف وفهم ما حوله بحواس البصر والسمع واللمس والذوق ثم في مرحلة أخرى يبادر بطرح الأسئلة وإذا به يتفاجأ بجواب غريب مفاده أنه ما زال صغيرا ولا ينبغي له أن يتساءل الآن... مثل هذه العبارات تكبت فضوله الطبيعي وكأنه لا يحق له أن يكبر والطفل الذي لا يعطى له الحق بأن يكبر كيف سيكون مستقبله؟ قد يصبح فيما بعد راشدا غير مبال بمشاكل مجتمعه مستسلما لا يستطيع مواجهة الظلم...

"ابن عمك ينجح في كل شيء وأنت لا فائدة منك": هي عبارة من قبيل المقارنة التي لا تزيد الطين إلا بلة، هي تحطم كل عزيمة ذاتية على النجاح وتولّد كرها وضعف إرادة وثقة، وفشلا وراء  آخر وفاء وإثباتا لنظرية الأم أو الأب التي يجب أن تتحقق. وحسب درجة إدراك الطفل فإنه سيعتبر هذا القريب الذي قورن به الابن المثالي في نظر أمه...

"أتدري، لو كان الخيار عائدا لي لفضلت إنجاب فتاة بدلا من الصبي..": تصور أن يسمع الصبي هذا الكلام! سيشعر أن جنسه منبوذ ومرفوض فيسعى إلى تقليد الفتيات في حين تسعى الفتاة بجميع الوسائل إلى الاسترجال إرضاء لأبيها أو أمها اللذين لم يرضيا بها رغم أنه لا ذنب لها فيما كان...

"أريدك عاقلا.. إبق عاقلا..": ليس الأطفال ملائكة، هم بشر من لحم ودم يحتاجون إلى تحربة التمرد أو الغضب حتى يتعلموا كيف يسيطرون على أنفسهم ويتعايشون مع المجتمع، يحتاجون إلى تجربة الوقوع حتى يتعلموا كيفية النهوض.. "وعندما تفرضون عليهم التعقل في جميع المناسبات والأوقات، تعيقون انفتاحهم على العالم الذي يحيط بهم... أن يكون المرء عاقلا متعقلا يعني أيضا أن يحجم عن المطالبة بحقه، ويمتنع عن فضح الظلم، وألا يصوّت مع أو ضد، باختصار ألا يحاول أن يثبت ذاته."(ص 263/264).

"حسنا أقبل الذهاب للتسوق ولكن عليّ إنهاء هذا العمل قبل الليل": منتهى التناقض! يجد الطفل الذي يتلقى هذا الجواب نفسه في معضلة تتضمن ضغطا مزدوجا ينفي أحدهما الآخر، فينتج عن ذلك من الطفل رد فعل عنيف غالبا، دون أن يفهم الأم أو الأب الذي يمارس هذا الضغط رد الفعل هذا، يعتقدان أنهما قدما جوابا إيجابيا...

"لا تريد أن تأكل؟"، "ألا تحب عمتك؟"، "لا تريد شرب الحليب قبل أن يبرد؟": إن أجاب الطفل بـ"كلا" فسيكون جوابه منطقيا جدا. الاقتراح الاستفهامي النافي هو عادة تعبيرية خاطئة وسلبية، إنها تمثل أحد فيروسات الفشل التربوية على حد تعبير المؤلف، واستخدام أسلوب النفي لحث الطفل على القيام بفعل بنّاء هو أمر ينافي العقل، وهي عادة كلامية قد يقصد بها الأب أو الأم الاحتياط في مواجهة الطفل العنيد أو تنم عن ضعف في سلطته أو إرادته وهي من صفات الشخصية الخاسرة أو التي تعاني من أعراض الفشل.   

هذا الكتاب سيلفت نظرك إلى العديد من الكلمات التي تقولها أو تسمعها دائما من حولك، قد لا تتصور حجم الضرر الذي تقترفه مجرد كلمات في حق ابنك وشخصيته ومستقبله لكنك ستلاحظ الفرق بمجرد أن تلغي اللازمات الكلامية السامة وتعي جيدا ما تقوله لابنك وتتعلم كيف تصغي إليه.



 

 
ساهم في نشر الموضوع ولك جزيل الشكر !

أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :
التربية الصحيحة

0 تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

لمحة عن الكاتب

(الكاتب) مدونتي الشخصية

الرجوع للأعلى